ويكرر البعض أن مستوى البحر سيرتفع حينئذ إلى 1.2 متر مسبباً طوفانات ستغرق ربع العالم. ولكن الحقائق التي يقدمها الجيولوجيون تؤكد أن حجم المساحة الجليدية القطبية تتزايد باطراد منذ عام 2007، وأن المساحة المتجمدة اليوم ازدادت مليون كيلو متر مربع على ما كانت عليه في ذلك العام ويجمعون على أن المساحة المتجمدة ستزيد في نيسان 2010 على 14 مليون كيلو متر مربع بعد مرور عدة أشهر من الظلام القطبي.
وأكد علماء من جامعة أوكلاند في نيوزيلاندا أن التغيرات المناخية المدارية سببها ظاهرة النينو في المحيط الهادئ والمعروفة باسم (enso) أو النوسان الجنوبي التي لها علاقة بالنشاط الشمسي الزائد الذي يحدث دورياً.
كما عزا الدكتور ثيودور سكروتر من المعهد الكندي لدراسات دورة النشاط الشمسي التغير في النظام المناخي إلى الظاهرة ذاتها فخلال النشاط الزائد للشمس عامي 1982-1983 ارتفعت حرارة مياه سطح البحر في البيرو 7 درجات مئوية واكتشفت أن ثمة علاقة بين الظروف المناخية في عدة مناطق مثل طوفان كالفورنيا وتفاقم الجفاف في إفريقية، وهذا ما أكده أيضاً جيمس هانسون أحد المناهضين لفكرة التسخن بسبب الإنسان.
ويؤكد الجيولوجي إيان بليمر أن فكرة التغير المناخي بسبب الإنسان هي خدعة وراءها دعاة البيئة الذين يروجون لفكرة أن التسخن المناخي سيتراجع إذا غيرنا في انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وبليمر أستاذ الجيولوجيا في جامعة أديلايد وربما هو أشهر باحث في استراليا وليس جديداً أن يؤكد عالم من مستوى رفيع أن التسخن هو ظاهرة طبيعية لها سوابق كثيرة في التاريخ وقد ساق مختصون عديدون الحجة ذاتها ونفوا أن يكون السلوك البشري هو السبب في تغير المناخ الحالي، ويؤكدون أنه من السخف افتراض أن تغيير هذا السلوك يمكنه أن يعكس الاتجاه من خلال تطهيره بفرض ضرائب على الانبعاثات الكربونية، ولا سيما أن تطهير البشرية من هذه الآثام المفترضة في التدهور البيئي أصبح المعتقد الجديد للمتعصبين بين النخب الحضرية في البلدان المتقدمة. وقد نشر بليمر آخر ستة كتب له إضافة إلى 60 مقالاً أكاديمياً حول موضوع التسخن الحراري.
وفي كتابه (الاحترار العالمي.. العلم المفقود) يعرض أن التسخن الحراري الذي يعزى إلى نشاط الإنسان ليس أكثر من ترويع للناس من قبل أصحاب نظرية البيئة المتطرفين الذين يتبنى السياسيون والمسؤولون الحكوميون آراءهم، وخاصة الذين يحبون بشغف أي مسألة تسبب القلق في الرأي العام. وقد حصل هذا الكتاب على جوائز عديدة، ولكن بليمر وجد صعبوبة في إيجاد ناشر له بسبب اللوبي الذي كان يمارس عليه التخويف.
وعلى حين أن معظم أصحاب نظرية التسخن بسبب النشاط الإنساني يحصلون على استنتاجاتهم بناء على المعلومات المناخية التي جمعت في السنوات المئة الأخيرة، فإن الجيولوجيين، بحسب بليمر يعملون ضمن إطار زمني يعود إلى آلاف ملايين السنين.
فعلى سبيل المثال إن الجليد القطبي موجود منذ مدة تقل 20٪ عن الزمن الجيولوجي، وإضافة إلى ذلك انقراض الحيوانات هو جزء من تطور الأرض، ويسخط بليمر بشكل خاص على ما يقال حول ثاني أكسيد الكربون وقال: إن ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وصل الآن إلى أدنى المعدلات في السنوات الأخيرة قياساً إلى 500 مليون سنة ماضية، وإن الغلاف الجوي لا يحتوي إلا على نسبة واحد بالألف من الكربون من المجموع الكلي للمواد الكيميائية الموجودة في المحيطات والصخور السطحية والتربة لذلك فإن ثاني أكسيد الكربون ليس سبباً للتلوث لكونه يشكل غذاء للنباتات والمرجانيات في البحر.
وكرر بليمر مراراً أنه ليس هناك مشكلة تسخن حراري وأشار إلى أن فترات ارتفاع درجة حرارة الأرض بالنسبة للإنسان كانت فترات خصب وكانت تدفع الحضارات قفزات إلى الأمام، في المقابل فإن العصور الباردة كانت تتباطأ فيها التنمية البشرية وقد أودت بحضارات.
وإنه من الخراقة على الصعيد العالمي إذا تم انبعاث الكربون لأن مروجي عقيدة التسخن الحراري بسبب الكربون الناجم عن نشاط الإنسان يهمهم جمع تريليونات الدولارات والحقيقة أن فكرة التسخن المناخي هي إحدى محاولات المصالح الكبرى الهادفة إلى إقناع العالم بالتضحية لكي يستطيع الأثرياء في العالم السيطرة على مقدرات الكوكب، وهي محاولة لتخفيف المستوى المعيشي لأغلبية الناس وعودة إلى فكرة الحد من سكان العالم من أجل زيادة قوتهم.
وإذا فرضت على الدول معايير صارمة لانبعاث الغازات عن طريق المنظمات الدولية والفصلين السادس أو السابع فهذا يعد تدخلاً سافراً في شؤون الدول لإفقارها ودفعها إلى الاعتماد على اقتصادات بدائية.
الجمعة مايو 14, 2010 4:56 am
