موضوع: الاقاليم المناخية في اروبا الإثنين مارس 29, 2010 1:54 pm
العوامل المؤثرة في مناخ أوربا : يتأثر مناخ القارة الأوربية بعدة عوامل أهمها : موقعها الجغرافي ، و صغر مساحتها النسبي ، و شكلها ، و طول سواحلها ، و تعرج تلك السواحل ، و نظام و اتجاه مرتفعاتها و سهولها ، و نطاقات الضغط المحيطة بها ، و تعرض سواحلها الغربية لتأثيرات التيارات البحرية الدفيئة . و تقع قارة أوربا بين خطي عرض 36 و 71 درجة شمالاً و هذا يعني وقوع معظمها ضمن النطاق المعتدل ، كما أن صغر مساحتها و تعرج سواحلها و كثرة خلجانها و أشباه الجزر فيها و امتداد مرتفعاتها من الغرب إلى الشرق يسمح بنفاذ المؤثرات البحرية إلى أجزاء بعيدة منيابسها . و تؤثر في مناخ أوربا أربعة نطاقات من الضغط هي: 1- نطاق الضغط المرتفع الآزوري : شمال الأطلسي ، و يتسع مجال هذا النطاق في فصل الصيف ليشمل إقليم البحر المتوسط . و ينشأ عنه هدوء عام في الأحوال الجوية فنجد الطقس مشمساً و السماء صافية في القسم الجنوبي من أوربا . و لما كانت مناطق الضغط المرتفع عديمة المطر في الأغلب ، فإن الأراضي التي تغطيها تعاني عادة من الجفاف . 2- نطاق الضغط المنخفض الأيسلندي :و يتركز هذا النطاق من الضغط فوق شمال الأطلسي طوال العام و يرافقه نشاط إعصاري . 3- نطاق الضغط المرتفع الآسيوي :ينشأ في فصل الشتاء في داخل و شمال آسيا و يقسم هذا النظام من الضغط الرياح الغربية إلى مجموعتين من التيارات الهوائية إحداهما في شماله تؤثر على مناخ غرب أوربا و الأخرى في جنوبه تجلب بأعاصيرها المطر و الطقس المتغير لإقليم البحر المتوسط . 4- نطاق الضغط المنخفض في جنوب غرب آسيا :ينشأ في فصل الصيف و مركزه شمال غرب الهند و يمتد إلى الطرف الشرقي من البحر المتوسط .أما جنوب شرق أوربا الواقع شمال غرب هذا النطاق فتسوده رياح غربية و شمالية غربية جافة و لهذا فإن جنوب شرق أوربا يعاني من الجفاف صيفاً . و هناك حقيقة هامة هي أن حرارة المياه المجاورة لسواحل غرب أوربا في الشتاء أعلى بكثير من حرارة اليابس بفضل تيار الخليج الدافئ في شمال الأطلسي ، و هذا التيار الدافئ هو الذي يبقي موانئ غرب و شمال اسكندنياوة و شرقاًَ حتى مورمانسك خالية من الجليد . كما يؤثر هذا التيار في تدفئة اليابس الأوربي . الأقاليم المناخية :تقسم أوربا إلى عدة أقاليم مناخية تختلف في ميزاتها المناخية و هي : 1- إقليم مناخ البحر المتوسط:و يشمل الأراضي التي تطل على هذا البحر جنوب أوربا ، بالإضافة إلى سواحل البرتغال و سواحل جنوب غرب أسبانيا و جنوب غرب البحر الأسود و سواحل جنوب شبه جزيرة القرم . و يتميز الإقليم بشتاء دافئ ، و تتناقص درجات الحرارة من الجنوب نحو الشمال و من الغرب صوب الشرق و قد تهبط درجات الحرارة إلى ما دون الصفر بسبب الرياح الباردة الجافة التي تأتي من وسط القارة . و تشتد الحرارة في أراضي هذا الإقليم في الصيف ( يزيد معدلها على 21 مْ ) و تزداد الحرارة كلما اتجهنا من الغرب إلى الشرق و من الشمال صوب الجنوب . و تجلب الرياح الغربية التي تهب على أراضي الإقليم الأمطار في فصل الشتاء أما الرياح التجارية الشمالية الشرقية التي تهب عليها في الصيف فهي رياح جافة و لهذا فالإقليم يتميز بمناخ معتدل و متغير في الشتاء و بمناخ مداري و مستقر في الصيف . و مع ذلك تتناقص الأمطار على امتداد حوض البحر المتوسط من الغرب نحو الشرق , و تتسبب المرتفعات في ازدياد كمية الأمطار الساقطة . أما جهات الأقاليم المرتفعة أو المحاطة بالجبال فيكون مناخها أقرب للقاري منه لمناخ البحر المتوسط مثل هضبة المزيتا الاسبانية و سهل لومبارديا و أجزاء مختلفة من يوغسلافيا و اليونان .2- إقليم مناخ غرب أوربا: يشمل هذا الإقليم السواحل الغربية لشبه جزيرة اسكندنياوة و كل الجزر البريطانية و الدانمرك و هولندا و بلجيكا و معظم فرنسا و شمال ألمانيا و شمال إسبانيا . و يتميز هذا الإقليم بوضوح المؤثرات المحيطية الملطفة له و بالتالي فالمدى الحراري فيه ضئيل ،و تزداد الحرارة باتجاه الشرق بسبب المؤثرات القارية كما تزداد باتجاه الجنوب . و حرارة الشتاء على السواحل الغربية معتدلة و تتناقص عموماً باتجاه الشمال . و تتسبب كتل الهواء البارد الشمالي في حدوث الصقيع و تجمد مياه الأنهار ، و يتميز هذا النوع المناخي بالتغيرات المناخية بسبب مرور الأعاصير و خاصة في الشتاء أما في الصيف فتسود الرياح الغربية . لهذا نجد الأحوال الجوية في الصيف أكثر استقراراً في غرب أوربا منها في فصل الشتاء. و تسقط الأمطار هنا بانتظام على فصول السنة و لكن هناك زيادة في كمية الأمطار في الشتاء بسبب كثرة ورود الانخفاضات الجوية وشدة عمقها و لا نجد في هذا الإقليم شهراً جافاً بعكس إقليم البحر المتوسط الذي يتصف بالجفاف صيفاً.3- إقليم مناخ وسط أوربا:يشمل هذا المناخ أراضي وسط و شرقي فرنسا و ألمانيا فيما عدا شمالها ، و سويسرا و غرب بولندا و أراضي نهر الدانوب الأوسط و سهل لومبارويا ( شمال ايطاليا ) . و هو مناخ انتقالي معتدل بارد ، ينشأ من اختلاط المؤثرات المحيطية بالمؤثرات القارية ، و رغم ارتفاع الحرارة في فصل الصيف فإنها تهبط إلى ما دون درجة التجمد في الشتاء . و المدى الحراري اليومي و الفصلي و السنوي كبير و تسقط الأمطار في هذا الإقليم طول السنة و لكنها تزداد في الصيف ، و كمية الأمطار ليست كبيرة ، و أمطار الصيف انقلابية يصحبها الرعد و البرق أما أمطار الشتاء فمن النوع الإعصاري تكون على شكل رذاذ أو هيئة ثلج . 4- إقليم مناخ شرق أوربا: و يعرف أيضاً بالمناخ القاري المعتدل البارد ، و هو يتمثل في جنوب اسكندنياوة و شرق بولندا و تشيكوسلوفاكيا و في رومانيا و بلغاريا و في روسيا جنوب لينغراد(سان بطرس سبرغ حالياً) . و هنا يشتد برد الشتاء و يهبط إلى دون الصفر ، و يعزى هذا الهبوط الكبير لحرارة الشتاء إلى قصر فترة الإشعاع الشمسي أثناء النهار و إلى تعرض أراضي الإقليم لغزوات الكتل الهوائية القارسة البرودة من الشمال و الشرق ، كما يرجع إلى التبريد الذي يحدثه تراكم الجليد بسمك كبير على الأرض الباردة . أما الصيف فهو حار نظراً لطول فترة الإشعاع الشمسي ( 17 ساعة يومياً ) و المدى الحراري السنوي كبير و تسقط معظم الأمطار في الصيف و معظمها انقلابي و بعضها إعصاري و تضاريسي . و تقل الأمطار كلما اتجهنا نحو الشرق والجنوب الشرقي( لا تزيد كميتها عن 550 مم) . أما الأراضي الواقعة دون منسوب البحر إلى الشمال من بحر قزوين فتتصف بظروف مناخ صحراوي ( 130 مم سنوياً ) .5- إقليم المناخ البارد في شمال شرق أوربا: يمتد من منحدرات السويد عبر كتلة الدرع البلطي إلى شمال روسيا . و يتميز بشتاء طويل مظلم قارس البرودة قد تهبط درجات الحرارة فيه إلى أقل من – 6 مْ و تنخفض إلى أدنى من ذلك كلما اتجهنا صوب الشرق و الشمال . و ترتفع الحرارة في الصيف إلى نحو 13 مْ . و تسقط معظم الأمطار في النصف الصيفي من السنة ، و التساقط في الشتاء قليل و يكون على هيئة ثلج و لا تزيد كمية التساقط السنوية عن 450 مم . 6- إقليم مناخ التندرا: يشمل هذا الإقليم الشمال الأقصى من روسيا و فنلندا و اسكندنياوة و أعالي مرتفعات اسكندنياوة و جزيرة أيسلندا و في بعض الجزر الأوربية في المحيط المتجمد الشمالي . شتاء هذا النوع المناخي طويل قارس البرودة يمتد تسعة أو عشرة أشهر و فيه تنخفض درجة الحرارة إلى الصفر و ما دونه . و خلال فصل الصيف القصير ترتفع درجات الحرارة و لا يزيد معدلها في أحر الشهور عن عشر درجات مئوية و لا تقل عن الصفر و تنخفض درجات الحرارة كلما توغلنا نحو الشرق حيث تسود المؤثرات القارية و تتلاشى المؤثرات البحرية. و لا تزيد كمية التساقط عن 300 مم و معظمها ثلجي ، و يزداد التساقط صيفاً في الأجزاء الداخلية و شتاء في الأجزاء الساحلية التي تتأثر بأعاصير الشتاء